من أعجب ما قرأت لابن تيمية التنازع في
من أعجب ما قرأت لابن تيمية:
التنازع في رفع الحدث بالتيمم مسألة نظرية:
=============================
قال ابن تيمية:
وقَدْ تَنازَعَ العُلَماءُ فِي التَّيَمُّمِ: هَلْ يَرْفَعُ الحَدَثَ رَفْعًا مُؤَقَّتًا إلى حِينِ القُدْرَةِ عَلى اسْتِعْمالِ الماءِ؟ أمْ الحَدَثُ قائِمٌ ولَكِنَّهُ تَصِحُّ الصَّلاةُ مَعَ وُجُودِ الحَدَثِ المانِعِ؟ وهَذِهِ مَسْألَةٌ نَظَرِيَّةٌ.
[مجموع الفتاوى ٢١/ ٣٥٢]

قَوْلُ القائِلِ يَرْفَعُ الحَدَثَ أوْ لا يَرْفَعُهُ لَيْسَ تَحْتَهُ نِزاعٌ عَمَلِيٌّ وإنَّما هُوَ نِزاعٌ اعْتِبارِيٌّ لَفْظِيٌّ وذَلِكَ أنَّ الَّذِينَ قالُوا: لا يَرْفَعُ الحَدَثَ قالُوا: لَوْ رَفَعَهُ لَمْ يُعِدْ إذا قَدَرَ عَلى اسْتِعْمالِ الماءِ وقَدْ ثَبَتَ بِالنَّصِّ والإجْماعِ أنَّهُ يَبْطُلُ بِالقُدْرَةِ عَلى اسْتِعْمالِ الماءِ. واَلَّذِينَ قالُوا: يَرْفَعُ الحَدَثَ إنّما قالُوا بِرَفْعِهِ رَفْعًا مُؤَقَّتًا إلى حِينِ القُدْرَةِ عَلى اسْتِعْمالِ الماءِ، فَلَمْ يَتَنازَعُوا فِي حُكْمٍ عَمَلِيٍّ شَرْعِيٍّ ولَكِنَّ تَنازُعَهُمْ يَنْزِعُ إلى قاعِدَةٍ أُصُولِيَّةٍ تَتَعَلَّقُ بِمَسْألَةِ تَخْصِيصِ العِلَّةِ وأنَّ المُناسَبَةَ هَلْ تَنْخَرِمُ بِالمُعارَضَةِ وأنَّ المانِعَ المُعارِضَ لِلْمُقْتَضِي هَلْ يَرْفَعُهُ أمْ لا يَرْفَعُهُ اقْتِضاؤُهُ مَعَ بَقاءِ ذاتِهِ. وكَشْفُ الغِطاءِ عَنْ هَيْئَةِ النِّزاعِ..
[مجموع الفتاوى ٢١/ ٣٥٥]

ثم قال بعد شرح القاعدة الأصولية: كَوْن التَّيَمُّمِ يَرْفَعُ الحَدَثَ أوْ لا يَرْفَعُهُ فَإنَّهُ فَرْعٌ عَلى قَوْلِ مَن يَقُولُ: إنّهُ يَرْفَعُ الحَدَثَ فَصاحِبُ هَذا القَوْلِ إذا تَبَيَّنَ لَهُ أنَّهُ يَرْفَعُ الحَدَثَ رَفْعًا مُؤَقَّتًا إلى أنْ يَقْدِرَ عَلى اسْتِعْمالِ الماءِ ثُمَّ يَعُودُ هَذا المَعْنى لَيْسَ بِمُمْتَنِعِ والشَّرْعُ قَدْ دَلَّ عَلَيْهِ.

ومَن قالَ: إنّهُ لَيْسَ بِرافِعِ ولَكِنَّهُ مُبِيحٌ والحَدَثُ هُوَ المانِعُ لِلصَّلاةِ وأرادَ بِذَلِكَ أنَّهُ مانِعٌ تامٌّ كَما يَكُونُ مَعَ وُجُودِ الماءِ فَهَذا غالط فَإنَّ المانِعَ التّامَّ مُسْتَلْزِمٌ لِلْمَنعِ والمُتَيَمِّمُ يَجُوزُ لَهُ الصَّلاةُ لَيْسَ بِمَمْنُوعِ مِنها ووُجُودُ المَلْزُومِ بِدُونِ اللّازِمِ مُمْتَنِعٌ.

وإنْ أُرِيدَ أنَّ سَبَبَ المَنعِ قائِمٌ ولَكِنْ لَمْ يَعْمَلْ عَمَلَهُ لِوُجُودِ الطَّهارَةِ الشَّرْعِيَّةِ الرّافِعَةِ لِمَنعِهِ فَإذا حَصَلَتْ القُدْرَةُ عَلى اسْتِعْمالِ الماءِ حَصَلَ مَنعُهُ فِي هَذِهِ الحالِ فَهَذا صَحِيحٌ.

وكَذَلِكَ مَن قالَ: هُوَ رافِعٌ لِلْحَدَثِ. إنْ أرادَ بِذَلِكَ أنَّهُ يَرْفَعُهُ كَما يَرْفَعُهُ الماءُ فَلا يَعُودُ إلّا بِوُجُودِ سَبَبٍ آخَرَ كانَ غالطا فَإنَّهُ قَدْ ثَبَتَ بِالنَّصِّ والإجْماعِ: أنَّهُ إذا قَدَرَ عَلى اسْتِعْمالِ الماءِ اسْتَعْمَلَهُ وإنْ لَمْ يَتَجَدَّدْ بَعْدَ الجَنابَةِ الأُولى جَنابَةٌ ثانِيَةٌ بِخِلافِ الماءِ.

وإنْ قالَ: أُرِيدَ بِرَفْعِهِ أنَّهُ رَفْعُ مَنعِ المانِعِ فَلَمْ يَبْقَ مانِعًا إلى حِينِ وُجُودِ الماءِ. فَقَدْ أصابَ ولَيْسَ بَيْنَ القَوْلَيْنِ نِزاعٌ شَرْعِيٌّ عَمَلِيٌّ.

وعَلى هَذا فَيُقالُ: عَلى كُلٍّ مِن القَوْلَيْنِ لَمْ يَبْقَ الحَدَثُ مانِعًا مَعَ وُجُودِ طِهارَةِ التَّيَمُّمِ.
[مجموع الفتاوى ٢١/ ٣٦٠]
قال الأستاذ حسن محمد حسين إذا قصدت من
قال الأستاذ حسن محمد حسين:
إذا قصدتَ من القراءة أن تحفظ كل ما في بطون الكتب حفظًا جيدا عن ظهر قلب= فما زدتَ عن أن أتعبتَ نفسك، ولم تفد بذلك أحدا، فاقرأ إذًا ما شئت ما دمت تعرف جيدا أين تضعه من سابق علمك وكيف تستفيد منه .

أي أنك إذا قرأت فعليك أن تهضم عقليا ما قرأت ثم تقوم بتمثيله عقليا أيضا بحيث يندمج مع معلوماتك الأخرى مكونا وحدة متماسكة منسجمة، وإياك أن تسمح للمعلومات بالاستقرار في ذهنك أجزاء متناثرة مستقلة متنافرة.

فالقارئ قد يُفني عمره في القراءة لتحصيل العلم دون أن يحصل علما بالمعنى الحقيقي، بل يظل ما بقي من أنصاف المتعلمين ومثل هذا قد يكون ضرره أكبر من نفعه.
📖 في محراب القراءة (٦١)
قال محمود شاكر إن كل كلمة يقرؤها المرء
قال محمود شاكر:
إن كل كلمة يقرؤها المرء توحي إلى نفسه بمعنى أو مثَل يرشده في الطريق الذي كُتب عليه أن يقطعه مُجدًّا جاهدا، فعليه أن يختار ما يقرأ، وعلى الصحف والمجلات أن تختار لقرائها أولى المعارف بالتتبع والقراءة.
📖 رسيس الهوى (٢٠٩)
قال محمود شاكر الفطرة الأولى في الإنسان فطرة
قال محمود شاكر:
الفطرة الأولى في الإنسان فطرة مستقيمة لا زيغ فيها ولا عوج؛ لأنه لا يبالي بشيء من أمور الحياة إلا بما يقيم صلبه ويرد شهوة الطعام، وما يقيه لذعة البرد، ويدفع عنه وقدة الشمس، وما فضل عن ذلك من أمر الدنيا فسبيله سبيل كل ما لا يعني ولا يفيد .

ومن غريب حكمة الله في الإنسان أن جمع فيه الغرائز كلها خيرها وشرها مما تفرق في الحيوان كله، ثم منحه العقل المدبر المفكر الذي نقص من الحيوان كله؛ ليمهد بذلك للإنسان سبيل الرقي والتدرج.

فلو استقامت غرائز الإنسان على طراز واحد لما كان هناك للعقل عمل ينفي به شيئا ويمكّن لشيء، ويزيّف أمرا ويثبت آخر؛ وذلك لأن عمل العقل إنما هو في تنازع الغرائز فيه، وهذا التنازع هو الذي يرهقه ويحدّه ويسوّغ له القدرة على الابتداع والاختراع، واستنباط ما لم يكن بيّنًا، وتبيّن ما كان خفيًّا.

ولا تتجلى الإنسانية في رجل إلا أن يكون عقله هو مدبّر غرائزه وقائدها وهاديها، قائما عليها لا تدركه الغفلة، ولا يستبد به الهوى، ولا تطوّحه النوازع.
📖 رسيس الهوى (١٧٥)
قال الله تعالى وَمَا جَعَل عَلَيْكُم فِي الدِّين
قال الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾

قال الطبري في تفسيره:
يقول تعالى ذكره: وما جعل عليكم ربكم في الدين الذي تعبَّدكم به من ضيق، لا مخرج لكم مما ابتليتم به فيه، بل وسَّع عليكم، فجعل التوبة من بعض مخرجا، والكفَّارة من بعض، والقصاص من بعض، فلا ذنب يذنب المؤمن إلا وله منه في دين الإسلام مخرج.
قال أحمد أمين القراءة في الحقيقة ظل للنفس
قال أحمد أمين:
القراءة في الحقيقة ظل للنفس والروح، فإذا انحطت النفس مالت إلى قراءة ما يثير الشهوات ويهيج الغرائز، فإذا سمت طلبت الفن الرفيع الذي يرقى بالروح ويحلق في السماء، والشأن في ذلك كالشأن في الإنسان، تدرج في الرقي منذ عهد الطفولة إلى أن صار رجلا كاملا، وكان في كل دور من أدوار عمره يقتني الكتب يقرؤها.
فإذا أنت استعرضتَ مكتبته في أطوار عمره، رأيتها في كل طور أرقى مما كانت من قبل .
وهناك نوع من الناس تبقى نفوسهم على حال واحدة تلتصق بالأرض دائما، فمكتبتهم واحدة وإن تعددت أسماؤها.
ثم قال: وليس فن القراءة يوزن بكثرتها، ولكن بدقتها، ولا بطول وقتها، ولكن بقيمتها.
📖 في محراب القراءة (١٨)

فالتطور في مكتبة القارئ هو الوضع الضروري الذي يكون عليه الرجل العاقل المنتبه لما يقرأ، أما من يقرأ كيفما اتفق فإنه يميل إلى تكرار ما يقرأ ويُرضي ضميرَه بتغيير عنوان الكتاب، ومعلوم أن الكتب يغني بعضها عن بعض، فربما ترى كتابا في علم واحد يغني عن عشرات الكتب من أمثاله، وهذه المساحة الآمنة التي يميل إليها العقل في القراءة والكتابة على السواء.

فبعد نحو خمسة عشر عاما بين الكتب أستطيع أن أقول أنه لو انتبه القارئ لما يشتري في مكتبته لاستغنى عن كثير من الكتب التي تتكدس في مكتبته دون داعٍ، ونصيحتي إلى المبتدئين ألا يشتري أحدهم إلا ما سيكون مرجعا في مكتبته من متون العلم وشروحه، وأما أنا فحصرتُ مالي على الكتب النفيسة التي لا يكفيها قراءة عابرة، وكل كتاب يمكن قراءته pdf وليس في خطتي إعادة قراءته لا أشتريه .

فالقراء على ثلاثة أنواع:
الأول: من يشتري الكتب ثم زهد فيها لا لضيق ذات يد، فهذا ستجد مكتبته تنمو ثم فجأة توقفت تماما، كالشجرة التي يتوقف نموها قبل اشتداد عودها.
والثاني: من يشتري ويظل يشتري سنوات ثم تجد مكتبته كلها في مستوى واحد لا تتعداه، وكثير منها لا يستحق أكثر من مرة هذا إن كان يستحق القراءة ، فهذا مكتبته كحديقة فيها الكثير والكثير من الورود، والقليل منها كافٍ.
والثالث: من يشتري كتبا حسب حاجته إلى القراءة، فتتطور مكتبته حسب درجات العلم الذي يطلبه أو الموضوع الذي يبحثه، وهذا خير الثلاثة.

ومن أراد مزيدا من الاطلاع على القراءة والكتابة والكتب والمكتبات فعليه بكتاب في محراب القراءة فإنه نفيس.
قال محمود شاكر إن المسلم اليوم ليحمل من
قال محمود شاكر:
إن المسلم اليوم ليحمل من أعباء ملقاة على كاهله شيئا كثيرا، وكل مسلم صادق يخلص وجهه لله يجد أن لا مناص ولا مفر من القيام على ما القي إليه قياما صادقا خالصا حكيما لا تشوبه شائبة الجبن أو الرياء أو أي عامل من العوامل التي تعوقه عن أن يؤدي ما كُلّف على وجهه المطلوب.
📖 رسيس الهوى (١٥٩)
عذرا صديقي فإني لم أعد أحتمل من عجائب
عذرا صديقي فإني لم أعد أحتمل:
======================
من عجائب أيامنا هذه أنني إذا أرسلت رسالة إلى أحد الأصدقاء أو المعارف أشعر بالامتنان بمجرد قراءة رسالتي في يومها الذي أرسلتها فيه، ولا أبالغ إن قلت أنني أود شكر كل من يرد على رسالتي ولو بعد حين.

لا تعجب يا صديقي، فأنا أعلم أنه من العادي أن تُقرأ الرسالة في يومها بل وفي معظم الأحيان تو إرسالها، ولكن مع كل هذه التقنية التي في أيدينا معنا أناس من بني جلدتنا يدّعون أنهم ليس لديهم وقت لقراءة الرسالة والرد عليها، وهذا لا يبلغه عقلي وليس في مقدوري تصوره اللهم إلا إذا كان من يقول هذا لا يحمل هاتفه معه، أما وهو يحمل هاتفه وعليه تطبيقات التواصل ولا يكاد ينقطع اتصاله بالنت، ويفتح هاتفه عشرات المرات يوميا للاتصال والبحث وإرسال الرسائل وتحويل الأموال؛ فلا أكاد أصدق هذا الادعاء، لا تحمل في نفسك مني شيئا، أنا لا أُكذبك، ولكني ليس في مقدوري أن أصدقك .

ولعل ما يؤزم نفسيتي تجاه هذا الأمر؛ أنني لا أكاد أرى رسالة في ليل أو نهار إلا رددتُ عليها بما يسمح به وقتي حتى وإن كنت لا أعرف المُرسل، وأخشى أن تغيرني الأيام وأتعمد التلكؤ في الرد؛ لأنه لن يكون من باب المعاملة بالمِثل، وإنما سيكون مع الجميع وبهذا سأكون شخصا مختلفا غير الذي تعرفونه، ولعل الأهون عندي ترك جميع وسائل الاتصال والعودة إلى ما كنا عليه قبل حمل هذه الهواتف، فهذا عندي ليس بالأمر الجلل.
عَن سَهْل بْن سَعْد قَال قَال رَسُول اللَّه
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَعَثَهُ قَوْمُهُ طَلِيعَةً، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يُسْبَقَ أَلَاحَ بِثَوْبِهِ : أُتِيتُمْ أُتِيتُمْ ". ثُمَّ يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا ذَلِكَ ".
[مسند أحمد ٢٢٨٠٩]

قول النبي: "فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يُسْبَقَ أَلَاحَ بِثَوْبِهِ" يدل على قرب قيام الساعة، فالفوز لمن أطاعه وسعى في فكاك نفسه من النار فور علمه به فإنه لا وقت للتسويف، وعبر النبي عن المعنى نفسه بقوله "أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ" في حديث أَبِي مُوسَى قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا فَقَالَ : رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ ، فَالنَّجَا النَّجَاءَ فَأَطَاعَتْهُ طَائِفَةٌ فَأَدْلَجُوا عَلَى مَهْلِهِمْ فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْهُ طَائِفَةٌ فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ فَاجْتَاحَهُمْ ".
[صحيح البخاري ٦٤٨٢]

506637

Каналов

2365983

Сообщений