ٰ
رأيت الكثير من المنشورات التي تتحدَّث عن الفوائد الَّتي حصَّلها أصحابها من خلال هذا البرنامج المبارك، فأحببت أن أكتب أنا أيضًا عن تجربتي العلميَّة والعاطفية، وربما أطيل قليلًا، فاعذروني.
بعد أن اغتربت وخرجت من بلدي زادت حاجتي وحبِّي لتعلَّم العلم الشَّرعي، ولم أستطع التَّعلم لأنَّ هذا غير متوفر في مكان إقامتي، فحاولت الالتحاق ببرامج كثيرة عبر الانترنت، لكن كنت أنسحب منها بعد أشهرٍ قليلةٍ، لأنِّي لم أستطع الالتزام بها، ولم تشدني أبدًا، وبقيت هكذا حتَّى رأيت إعلان برنامج
#البناء_المنهجي، عندما رأيته شعرت كأني وجدت كنزًا، نعم مثل هذا البرنامج كنت أريد، فحمدت الله وسجدت له، لأنَّه وحده يعلم كم عانيت من التَّشتت والضَّياع واليَأس.
• مُكتسباتي من البرنامج في (المرحلة الأولى):
لا يَقتصر البرنامج على تزويدك بالمعلومات فقط (كما هو الحال في كثيرٍ من البرامج العلمية)، بل يَسعى لأن يَبني ويُنمِّي فيك أشياءً عديدة، أما عنِّي فأهم ما اكتسبته منه حتى الآن:
١. ساعدني كثيرًا على الالتزام في الدِّراسة والحِفظ لوحدي، لأنه من أحبَّ شيئًا صَعُبَ عليه إهماله وتركه، فالبناء المنهجي يُضفي على الدراسة جانبًا عاطفيًّا يجعلك ترتبط بالبرنامج قلبًا وعقلًا.
٢. مهارات عديدة: كالقدرة على كتابة أسئلة للمواد بشكلٍ ممتاز، والقدرة على تلخيص المواد الدراسية، نمَّى لدي الجانب اللغوي، والعجيب أنَّ هذه الأمور ليست من صُلبِ البرنامج، بل أنا اكتسبتها من البيئة التي وفرها البرنامج لنا، وهي المجموعات التدارسية المليئة بالصحبة الصالحة أصحاب الهمم الذين يسيرون معك في درب الصَّلاح، ويأخذون بيدك إن قصَّرتَ.
٣. نمَّى لديَّ الجانب الكتابي، فالبرنامج يطلب منَّا أن نكتب فوائد استفدنها من الكتب والمحاضرات التي نسمعها، ويطلب منا أيضًا كتابة مراجعات لبعض الكتب، فأصبحتُ أكتب مراجعات بسيطة للكتب -وأنشرها هنا- بعد أن كان هذا من الأمور الصَّعبة بالنسبة لي.
٤. ساعدني في الالتزام بحفظ أجزاء من القرآن الكريم، ورغم أني مقصرة قليلًا إلا أنه أرشدني أيضًا لحلِّ مشكلة النسيان عندي، فأعطانا خطّةً للحفظ تعتمد على التَّكرار الكثير للآيات، والمراجعة اليوميَّة، فأصبح حفظي للسُّور متينًا، وهناك اختبارات شهريَّة تُقيم حفظك.
٥. جعلني مستقرة نفسيًا أكثر بعدما كنت أمرُّ في حالة تشتتٍ وتقلبٍ بسبب تواجدي ببلدٍ غربيٍّ.
٦. أعطاني فكرة عامَّة عن المنهجيَّة التي يَجب أن يسيرَ فيها طالب العلم في طريق التعلم، فيبدأ بمداخل العلوم، ثمًّ يدرس شيئًا من متونها المختصرة، وبعدها ينتقل لمرحلة أعلى، بل إنَّ المواد أيضًا لها ترتيب محدد بحيث تُؤخذ هذه المادة قبل هذه لأنَّ المادة الثانية ربما تُبنى على الأولى.
والكثير من الفوائد التي لا يمكنني حصرها هنا، لكنِّي مادمت أشعر بالفارق والتغيير، فهذا يعني أنَّ البرنامج أثَّرَ عليَّ بشكلٍ إيجابي والحمد لله؛ لذلك أنصح به جدًا، ويا أحبابي لا تعتذروا بضيق الوقت، وبالدِّراسة الجامعيَّة، وبالظروف، والله أنكم تقدرون على هذا وذاك، ولكن الأمر ليس بالتمني، فمن أراد العُلا يجب أن يَسعى، وإلَّا كيف سيصل؟
وها هو البرنامج يفتح أبوابَ تسجيله مرَّة أخرى مناديًا هل من مُريد؟
للتسجيل:
http://bit.ly/3jHp81d_ منقول