ينبغي لمن طمحت نفسه لما لا قدرة له عليه، أو غير ممكن في حقه، وحزنت لعدم حصوله، أن يسليها بما أنعم الله به عليه، مما حصل له من الخير الإلهي الذي لم يحصل لغيره، ولهذا لما طمحت نفس موسى عليه السلام إلى رؤية الله تعالى، وطلب ذلك من الله، فأعلمه الله أن ذلك غير حاصل له في الدنيا، سلّاه بما آتاه فقال: (يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين)
ستُحاسب لوحدك، لا تبرّر لنفسك التنازلات في دينك بـ "النّاس كلهم كذا"، لأنّ علاقتك بهؤلاء "النّاس" ستنتهي عندما يفرغون من دفنك، وسيتركونك تواجه مصيرك وحدك، ولن يأتيَ أحدهم ليدافع عنك أو ليتحمّل العذاب عنك، حتى والدتك التي تخاف عليك من الشوكة الان، لن تتنازل لك حينها عن حسنة واحدة.