جَُذاذْ

ولكِنكَ دومًا هُنا
تَتوسطُ أيسر صَدريّ
دونَ أنّ تَحيطَ بيّ علمًا
حَتّي في تِلكَ اللحظات
الّتي أكونُ فيها ضائِعًا
أستخدِمُ إسمك كخريطةً ليّ
آهٌ لَوْ تُدرِك
كَمْ أألْفُ وجودكَ.

- مُرتجىٰ حَيدّر

" شجار مُدبَر .. "

أراكِ هُناك ..
في الجانب الآخر مِنَ الشارع
تَتسللينَ بينَ المارّة
وكعادتكِ دائِمًا، تَتذمرين
على أتفه الأسباب
كَما عَرفتُكِ
مُتشائِمَةٌ دائِمًا !
هكذا انتِ، لَنّ تتغيريّ
هُناكَ انا ..
أُعاكِسُكِ في الجانِبّ الآخرّ
بينيّ وبَينكِ عَشرُ أمتار
وثلاثُ وعودٍ ومِئات القُبل
المؤجَلُ موعدُ تَنفيذها
أتربصُ لَكِ بهدوء
أنتظِرُ تِلكَ اللحظة
الّتي ستعبرينَ فيها الشارع
كَيّ أُباغتكِ، وأصدمكِ بِمُرفقيّ
رُبما سوفَ تَشتُميننيّ
أو سوفَ تجمعين المارّة عليّ
أو حتّى تَضربيننيّ
لا يُهِم ..
الشيء المُهِمْ
إنني سأفوزُ بهذا الشِجارّ
حينَ أغتنِمُ الفُرصة
برؤيتُكِ تُشاجِريننيّ
كَما كُنا في السابق.

- مُرتجىٰ حَيدّر ٢٠٢٣/١/٩

عَندما يَخذِلُكَ الجَميع
وتَبقى وحدكَ
جليسَ الرصيف
تُحاكيّ ظُلمَتك
وانتَ تَلعنُ الوحدة
الّتي تَقطِنُ فيها
تَذكرنيّ !
سأكونُ الضوء
الّذي يُنير عُتمَتك
الحائط الّذي تتكئُ عليهِ
الأمان الّذي تَفتقِدهُ
تَذكرنيّ فحسبّ
لَنّ أخذلك حتّى في ذِكريّاتك.

- مُرتجىٰ حَيدّر

أشتهيّ تَقبيلكِ
تحتَ المَطر الآن ..
في عزّ هذا البردّ القارّص
سيكونُ مَشهدًا عَظيمًا
حينَ تَتلصَّصُ علينا السَماء
وانا أُقبِلُك بهدوء
هدوءٌ شديدّ ..
يُشبِه اللحظات الأولى
قبلَ نزول الغَيّث.

- مُرتجىٰ حَيدّر

ما هيَ الحَيّاة
الّتي سوفَ أعيشُها
مِن بَعدكِ ؟
دونَ وجهُكِ
صوتُكِ، رائحتُكِ
كُلَ شيئًا فيكِ ..
صَدّقيني !
سأعيشُ مِن بعدكِ
فيّ خُرافة
لَيست معنيّةً للحيّاة.

- مُرتجىٰ حَيدّر

قَبلينيّ ..
فالأعمارُ قَصيرّة جِدًا
قَبلينيّ !
كَيّ لا يُقالَ عَنيّ غَدًا
ماتَ ولَمْ تُقبليهِ.

- مُرتجىٰ حَيدّر