ومن أشد الأمور سوءً بالنسبة لي، غيابُ النصح! ألا يجد المرء في نفسه رادعًا عن حرام يفعله، أو مكروهٍ لم تكن عادته فعله؛ أن ينظر المرء إلى مرآته، فلا يرى منها إلا ما يحب؛ أن يغوص المرء في الوحلِ من رأسه إلى أخمص قدميه أو تتبلل أطرافه على غيرِ سابق عهده، ولا يجد في محيطه قلبًا ناصحًا، أو لسانًا مذكِّرًا، أو يدًا تكفه عن ظلم نفسه. تعهدوا من أحسنتم الظن بهم، بالنصح إذا ما أُضلوا، وبالتذكير إذا ما أُنسوا، وبالدعاء إذا عجزتم.